( الصوم الحقيقي )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري (1903).
و الصوم الحقيقي ليس مجرد الإمساك عن المأكل والمشرب والتمتع الجنسي فحسب,
ولكنه مع ذلكم يشمل أمورا أخرى ومنها :
أولاً : إمساك وحفظ اللسان فالبلاء موكل بالمنطق
قال عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت )رواه البخاري (4675), ومسلم (47) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فليكف كل منا لسانه عن اللغو والرفث والصخب والجدال في غير الحق , والغيبة والنميمة وقول الزور وشهادة الزور , والبهتان والهمز واللمز والأيمان الكاذبة ؛
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع , ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر )رواه النسائي (3249), وصححه الألباني في صحيح الجامع (3488).
وقال عليه الصلاة والسلام : ( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ). رواه البخاري (1904), ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ثانياً: إمساك وحفظ للبصر
فالصائم حقيقة من خاف الله تعالى في عينيه فلم ينظر بهما نظرة محرمة : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
ثالثاً: إمساك وكف عن سماع ما لا يحل سماعه من لهو وغيبة ,
قال جابررضي الله عنه : ( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار , ولاتجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (8880)
قال الحاكم: (هذا حديث يتوهمه من ليس الحديث من صناعته أنه موقوف على جابر وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف) فإن سليمان بنموسى الأشدق لم يسمع من جابر, معرفة علوم الحديث (1/20).
فالله الله أيها الصائمونفي حفظ الصيام ؛ فإنه نعمة كبرى ؛ نعمة تكفر بها الذنوب , وترفع الدرجات, وبه تقوى صلة العبد بربه لأنه عمل خفي , وكلما كان العمل خفياً كان أقرب للإخلاص فاحفظوه يضاعف لكم ثوابه, وتحمدوا عقباه يوم القدوم على الله تعالى .
0 comment(s) to... “حقيقة الصيام”
0 التعليقات:
إرسال تعليق