التراث الحضرمي

Posted 1:37 م by بنات الأصول in التسميات:

التراث الحضرمي


ذكريات لحظات الطفولة والصبا في أغاني الأطفال العيدية .






في حديث ذو شجون مع الفنانة الشعبية قمر هارشه أطال الله في عمرها ، والفنانة هارشه هي إحدى بقايا الفنانات الشعبيات اللواتي يقومن الفن النسائي الجميل القديم الجديد "المشترحات" كان لنا معها هذه الشجون والذكريات التي سجلناها لموقع حضرموت :

مكـبــارة مكـبــارة ×× هاتوا عشاء المكبارة

عيده وإلا صـواره ×× عند هال باحبارة

في حديث ذو شجون مع الفنانة الشعبية قمر هارشه أطال الله في عمرها ، والفنانة هارشه هي إحدى بقايا الفنانات الشعبيات اللواتي يقومن الفن النسائي الجميل القديم الجديد "المشترحات" والتي لا زالت تعطي الفن الجميل ، كان لنا معها هذه الشجون والذكريات التي سجلناها لموقع حضرموت :
عاداتنا جميلة قديماً وبالذات التي يحييها الأطفال مثل الأهازيج والأغاني في فترة طفولتهم منها الأغاني العيدية حيث يستقبل الأطفال العشرة الأيام الأولى من ذي الحجة بابتهاجات واحتفالات فيسارعون في تلك الفترة في إعداد "المكابير" جمع مكبارة وهي وعاء من الخزف على شكل مبخرة يوضع بداخلها الجاز واللبان يحملنها الصبايا أما الصبية فيحملون "المشاعل" طوال العشرة الأيام الأولى من ذي الحجة وهي أيضاً مصنوعة من الخزف والقصدير يوضع بداخلها سراج تصب الجاز الكيروسين عليها وتشتعل عندئذ يتراقص الأطفال في الحارات "الحويف" ويغنون :

يـا مـكـبــارة كــبري ×× وعـلـقـي بـاللبـان
يا عيد عرفة ويا عرفة ×× مـتى بـاتـجــين
الـكـبـش مـرصــون ×× والقفة ملانة طحين
لا هـلت العـشر قـل ×× يا لله مع الواقـفين
حـجـاج ومـسافـرين ×× تحت الجبل حاطين
عادت علينا ولا عادت ×× على الكافـريــن

كان للأطفال مرحهم وأجواءهم الخاصة لكن الآن انظري إنهم مشغولون بهذه الأجهزة التي أخذت كل وقتهم وبراءتهم وعلى التو أخذت الهاجر "الطبلة" وحلقت بنا بعيداً في أحلى الذكريات لأيام زمان وارتفع صوتها مع دقات الطبل في لحظة غناء تسحرك وتعيدك لأيام الطفولة والصبا وهي تغرد بصوتها :

يا الله بحجة وبمدينة ×× نــــزور الـنـبـي
ونـزور كـعبـة ربي ×× يا أهل بيت النبي
والغائـب الله يجـيبـه ×× لا بينـكم محـبتي
عـواد عـواد ياعرفه ×× متـى بـاتـجـــين
والكـبـش مـرصـون ×× والقفه ملانه طحين

وهذه الأغنية اختص بها أطفال مدينة الشحر والمديريات الشرقية وهي للبنات الصغيرات اللواتي يحملن المكابير ويتجولن بين البيوت يرددن الغناء وبعد الانتهاء منه ينتظرن تحت المنزل بعض الوقت وإذا أعطي لهن شيئاً من ربة البيت استلمتها وانصرفن يرددن :
الله يعزك كما عزيتنا يا حبيب
قوتك مجلجل ومن فوق المجلجل زبيب
والمجلجل هو حبوب السمسم المغلية على النار الممتزجة بالسكر ، أما إذا لم يعط لهن شيئاً من النقود أو عدتهن ربة البيت في اليوم التالي ، انصرفن وهن ينشدن :

جينا على وعدنا قلتو لنا القابلة
والقابلة حصن بن عياش والزاوية

فيضطر أهل البيت إعطائهن النقود بقصد إدخال السرور عليهن وتجنب سخريتهن .
كما تحكي لنا الفنانة الشعبية "قمر هارشه" تقول :
هناك أغنية قديمة نتغنى بها ونحن صغار في مدينة المكلا وهي خاصة بعيد عرفة :

مكـبـارة مكـبــارة ×× هاتوا عشاء المكبارة
عيده وإلا صواره ×× عـنـد هـال بـاحبـارة

وهي أحد أغاني الأطفال زمان . قلت لها :
ولكن لو سألتك أيتها الوالدة والفنانة القديرة ، ماذا يقصد بعشاء المكبارة ؟
عشاء المكبارة : هو وقودها الذي تشتعل به وهو اللبان ، "والعيده" نوع من السمك الصغير "السردين" و "الصوار" هو بقايا السمك أي بمعنى "بلاق الصيد أو أحشاءها" ، وهذه الأغنية خاصة بالبنات والأولاد وهي اسمها المشعال ويكون شكله مربع يصنع من القصدير ويزين ببعض المرايا في جوانبه ويوضع بداخله مصباح صغير يُضاء بالجاز ويحمل على عود طويل فيتغنى به الأطفال :

مشعالنا يالمرنقش يا طويل العود
ياطويل العود
سلم على بادرة وسعيد بامسعود
وسعيد بامسعود
أربـع ميـة عسكـر وعيـال بـامسـعــود
مشـعـالنـا يـالـذي ما قد طفــاك الريــح
كل من خلف من صحابه يقع لبوه ترميح
مشـعـالنـا يـالـذي مرشـوش بالـنــورة
نحن صحاب كلنـا والشبـاب محزورة
مشـعـالـنـا يـالـذي عـودك مـنيـبــاري
ومنـين بـاتنـتـخ يـالمـركـب الصــاري

وهذه كلها أوصاف للمشعال المرنقش المزخرف الذي يحمل على عود طويل والعود كانوا يستوردونه من الهند "منيبار" وهو شبه المركب ذي الشراع الذي يتمايل فوق سطح الماء بينما هنا يتمايل فوق أكف الأطفال وهم حاملينه يظل مضاءً لا تطفئه الريح لأن الصبية تحميه وهم صبية شباب أشداء يمسكون به و إلا تأخرت مسيرة المشعال .
وهكذا ينتهي لقاؤنا بأحد رموز الفن الشرحي النسائي بمدينة المكلا الفنانة القديرة قمر باهارش أطال الله في عمرها وهي أحد أبرز الفن النسائي القديم والمعروف في مدينة المكلا بالمشترحات التي أتحفتنا برحيلنا معها ومع ذكريات لحظات الطفولة والصبا في أغاني الأطفال العيدية .

بدون اسم


0 comment(s) to... “التراث الحضرمي”

0 التعليقات:

إرسال تعليق