في مكان أشبه بسفينة نوح حيث ينام الفتيات العاملات في الطابق العلوي ويفصلهم عن طوابق
العمل والمكائن فتحه سقف كبيره جدا, صعد جميع الفتيات للنوم عن طريق السلالم في العنابر
يوجد أربع عنابر في الطابق العلوي وكل عنبر يتسع لأكثر من خمسون فتاه قد امتلاء منه اثنتان
آخر من صعد للنوم من الفتيات هي ( سلوى ) فأدلفت لأول عنبر وهي تجر قدميها جر من التعب
وإرهاق السفر فلم تجد مكان لتضع رأسها فيه وكذالك العنبر التالي فخرجت منهما لتجد الراحة في
العنبر الثالث وقد وجد عده فتيات الراحة فيه أيضا .
بعد استلقاء ( سلوى ) ووضع رأسها على المخدة المريحة سمعت صراخا عاليا جعلها تقفز من
سريرها وقد نسيت كل الم يعتصر جسمها وكل ذره من كيانها الذي يطلب الراحة , فوجئت بامرأة
في منتصف الأربعينات وقد بدا علامات التعب عليها حامله فتاه تبلغ من العمر سنتان تصرخ
بأعلى صوتها وتؤشر على باب العنبر فاستسلمت تلك المرأة لصياح الفتاه وخرجت لتهدئه الفتاه .
لاحظت ( سلوى ) المشهد وهي واقفة على قدميها وأدركت أن التعب يخيم أيضا على تلك المرأة
واحتياجها للراحة فخرجت لتلاقي تلك المرأة لتجد أن الفتاه الصغيرة نائمة بعمق على كتف تلك المرأة وكانت المرأة العجوز تمشي ذهابا وإيابا لا تدري أين تذهب لتحس بالراحة , فاقترحت (سلوى )
عليها الاعتناء بالفتاة الصغيرة فوافقت المشرفة بسرعة وكأنها تنتظر سماع تلك الكلمات .
حاولت ( سلوى ) الدخول بالفتاة للعنبر الرابع فوجدت نفس الطريقة وصراخها القوى وفور
خروجها من أبواب العنابر يتحول وجه الفتاه الباكي إلى وجه ملائكي مليء بالنعاس والرغبة
بالنوم فتوجهت للعنابر الأولى فتكلمت المرأة قائله " لا تذهبي للأول أو الثاني فقد حاولت.... لا
تريد أن تنام في العنابر ".
توقفت ( سلمى ) تعلوها ابتسامه صغيره قائله " حسنا.... سنتدبر أمرنا هنا ...." ثم نظرت إلى
الفتاه المتعبة بحنان " ننام في أي مكان... سنفترش الأرض "
سألت ( سلوى ) المرأة قبل أن تهم بالرحيل " كيف هو العمل هنا ؟ " فحركت رأسها نافيه " هذه
أول مره لي هنا فلا اعلم طريقه العمل... فقدا استلمت الأوامر من مكتب المدينة ".
ذهبت المرأة مسرعه خوفا من إلقاء ( سلوى ) المزيد من الأسئلة عليها ودخلت إلى إحدى العنابر
الخالية لتستسلم هي أيضا لنوم مريح .
حملت ( سلوى ) الفتاه التي استسلمت للنوم على كتفها وهمت بالبحث عن ركن ياؤيهما الاثنين
فوجدت ركنا بعيدا عن أصوات مكائن المصنع أو حتى بعيدا عن رؤية من سيقوم في الصباح
الباكر , ركنا مليئا بالشجيرات الاصطناعية فملئت الأرض بالوسائد , ثم أرادت أن تضع الفتاه على
الوسائد فأبت إلا أن تنام وهي تضم ( سلوى ) فخافت ( سلوى ) أنها إذا أبعدتها بالقوة عن
جسمها فسوف تبدأ تلك الفتاه بالصياح مره ثانيه فاستسلمت للأمر فأرخت ظهرها لناحية الوسائد
وهي تضم الفتاه وفي نفس الوقت مدت يدها ناحية حقيبتها لتخرج ملاءة لتغطي جسديهما ويناما
في نوم عميق .
فور إغلاقها لعينيها بدا عقلها باسترجاع ما حدث واضطرارها لترك البيت أهل زوجها المتوفى
للعمل, فرجع ما حصل لها أمام عينيها من جديد وكأنه شريط فيديو يعاد من جديد.
انتظروا التتمة في العدد القادم
0 التعليقات:
إرسال تعليق